السبت، 4 فبراير 2017

الذكر عند الأذان وبعده


وأما هديه صلى الله عليه وسلم في الذكر عند الأذان وبعده فشرع لأمته منه خمسة أنواع.

أحدها: أن يقول السامع، كما يقول المؤذن، إلا في لفظ " حي على الصلاة " " حي على الفلاح " فإنه صح عنه إبدالهما ب " لا حول ولا قوة إلا بالله " ولم يجئ عنه الجمع بينها وبين " حي على الصلاة " " حي على الفلاح " ولا الاقتصار على الحيعلة، وهديه صلى الله عليه وسلم الذي صح عنه إبدالهما بالحوقلة وهذا مقتضى الحكمة المطابقة لحال المؤذن والسامع، فإن كلمات الأذان ذكر، فسن للسامع أن يقولها، وكلمة الحيعلة دعاء إلى الصلاة لمن سمعه فسن للسامع أن يستعين على هذه الدعوة بكلمة الإعانة وهي " لا حول ولا قوة إلا بالله " العلي العظيم.
الثاني: أن يقول ( «وأنا أشهد ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا» ) وأخبر أن من قال ذلك غفر له ذنبه.
الثالث: أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من إجابة المؤذن، وأكمل ما يصلى عليه به ويصل إليه هي الصلاة الإبراهيمية، كما علمه أمته أن يصلوا عليه، فلا صلاة عليه أكمل منها، وإن تحذلق المتحذلقون.
الرابع: أن يقول بعد صلاته عليه: ( «اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد» ) هكذا جاء بهذا اللفظ " مقاما محمودا " بلا ألف ولا لام، وهكذا صح عنه صلى الله عليه وسلم.

الخامس: أن يدعو لنفسه بعد ذلك، ويسأل الله من فضله، فإنه يستجاب له كما في " السنن " عنه صلى الله عليه وسلم ( «قل كما يقولون يعني المؤذنين فإذا انتهيت فسل تعطه» )
وذكر الإمام أحمد عنه صلى الله عليه وسلم: ( «من قال حين ينادي المنادي: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة النافعة، صل على محمد وارض عنه رضى لا سخط بعده، استجاب الله له دعوته» )
وقالت أم سلمة رضي الله عنها: «علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول عند أذان المغرب: (اللهم إن هذا إقبال ليلك، وإدبار نهارك، وأصوات دعاتك فاغفر لي» ) ذكره الترمذي.
وذكر الحاكم في " المستدرك " من حديث أبي أمامة يرفعه «أنه كان إذا سمع الأذان قال: (اللهم رب هذه الدعوة التامة المستجابة، والمستجاب لها، دعوة الحق وكلمة التقوى، توفني عليها وأحيني عليها، واجعلني من صالحي أهلها عملا يوم القيامة» ) وذكره البيهقي من حديث ابن عمر موقوفا عليه.

الذكر عند الاستيقاظ من الليل

الذكر عند الاستيقاظ من الليل]
وقالت عائشة: ( «كان إذا هب من الليل، كبر الله عشرا، وحمد الله عشرا، وقال سبحان الله وبحمده عشرا، سبحان الملك القدوس عشرا، واستغفر الله عشرا، وهلل عشرا، ثم قال: اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا، وضيق يوم القيامة) عشرا، ثم يستفتح الصلاة» .
وقالت أيضا: «كان إذا استيقظ من الليل قال: (لا إله إلا أنت سبحانك، اللهم أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، اللهم زدني علما ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب» ) ذكرهما أبو داود.
وأخبر أن «من استيقظ من الليل فقال: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله [العلي العظيم]_ ثم قال: " اللهم اغفر لي _ أو دعا بدعاء آخر، استجيب له، فإن توضأ وصلى، قبلت صلاته» ) ذكره البخاري.

[فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في أذكار العطاس]
ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ( «إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله، كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله، وأما التثاؤب، فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم، فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان» ) ذكره البخاري.
وثبت عنه في " صحيحه ": ( «إذا عطس أحدكم: فليقل الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل يهديكم الله ويصلح بالكم» )
وفي " الصحيحين " عن أنس: «أنه عطس عنده رجلان، فشمت أحدهما، ولم يشمت الآخر، فقال الذي لم يشمته: عطس فلان فشمته، وعطست فلم تشمتني، فقال (هذا حمد الله، وأنت لم تحمد الله)
»

أسلوب جديد من أساليب كفار مكة في الصد عن دين الله، ألا وهو أذية قريش لرسول - صلى الله عليه وسلم -

الخطبة الحادية عشرة: أسلوب جديد من أساليب كفار مكة في الصد عن دين الله، ألا وهو أذية قريش لرسول - صلى الله عليه وسلم - أيها الإخوة عباد الل...